للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنه سُئل عن الإسرافِ ما هو؟ قال: كلُّ شيءٍ أنفَقتَه في غيرِ طاعةِ اللهِ فهو سَرَفٌ (١).

وقال آخرون: السَرَفُ المجاوزةُ في النفقةِ الحدَّ، والإقتارُ التقصيرُ عن الذي لا بدَّ منه.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنا عبدُ السلامِ بنُ حربٍ، عن مغيرةَ، عن إبراهيمَ قولَه: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا﴾. [قال: لا يُجِيعُهم] (٢)، ولا يُعْرِيهم، ولا يُنفِقُ نفقةً يقولُ الناسُ: قد أسْرَف (٣).

حدَّثني سليمانُ بنُ عبدِ الجبارِ، قال: ثنا محمدُ بنُ يَزِيدَ بن حُنَيْسٍ (٤) أبو عبدِ اللهِ المخزوميُّ المكيُّ، قال: سَمِعْتُ وُهَيْبَ بنَ الوَرْدِ بن أَبي (٥) الوَرْدِ مولى بني مخزومٍ، قال: لقِى عالمٌ عالمًا هو فوقَه في العلمِ، فقال: يَرْحَمُك اللهُ، أخْبِرْني عن هذا البناءِ الذي لا إسرافَ فيه، ما هو؟ قال: هو ما ستَرَك مِن الشمسِ، وأكنَّك مِن المطرِ. قال: يَرْحَمُك اللهُ، فأَخْبِرْني عن هذا الطعامِ الذي نُصِيبُه لا إسرافَ فيه، ما هو؟ قال: ما سدَّ الجوعَ ودونَ الشِّبَعِ. قال: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَأَخْبِرْني عن هذا اللِّباسِ الذي لا إسرافَ فيه، ما هو؟ قال: ما ستَر عورتَك، وأَدْفَأك (٦) مِن البردِ (٧).


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٧٢٦ من طريق ابن نشيط به.
(٢) في ت ١: "قال لا يجمعهم"، وفي ت ٢: "قالا يجمعهم".
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة ٨/ ٢١٧، ٩/ ٩٤، وابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٧٢٥، ٢٧٢٧ من طريق عبد السلام بن حرب به.
(٤) في ص، ف: "حنيس"، وينظر تهذيب الكمال ١٥/ ٢٧٢٧.
(٥) سقط من النسخ. والمثبت من مصادر ترجمته، وينظر تهذيب الكمال ٣١/ ١٦٩.
(٦) في ت ١، ف: "اتقاك".
(٧) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٨/ ١٥٢ من طريق يزيد، عن وهيب مطولا.