للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نافَقَ بعدَ ما قَطَعَ البحرَ مع بني إسرائيلَ، قولَه: ﴿فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ﴾: فبقاياهم اليومَ يقولون: لا مساسَ (١).

وقولُه: ﴿وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ﴾. اختلَفت القرَأَةُ في قراءته؛ فقرأته عامةُ قرأَةِ (٢) المدينة والكوفة: ﴿لَنْ تُخْلَفَهُ﴾ بضَمِّ التاءِ وفَتْحِ اللام (٣)، بمعنى: وإن لك موعدًا لعذابك وعُقُوبتِك على ما فعلتَ مِن إضْلالك قومى، حتى عبدُوا العجل من دونِ اللهِ، لن يُخْلِفَكه الله، ولكنه يُذِيقَكَه.

وقرأ ذلك الحسنُ وقتادةُ وأبو نَهيك [وأبو عمرٍو] (٤): (وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلِفَهُ). بضَمِّ التاءِ وكَسْرِ اللام (٥)، بمعنى: وإن لك موعدًا لن تُخْلِفَه أنت يا سامريُّ. وتأوَّلوه بمعنى: لن تَغِيبَ عنه.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا يحيى بنُ واضحٍ، قال: ثنا عبدُ المؤمن، قال: سمِعتُ أبا نَهِيكِ يقرأُ: (لَن تُخْلِفَهُ): أنت، يقولُ: لن تَغيبَ عنه (٦).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قَتادةَ (وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلِفَهُ). يقولُ: لن تَغِيبَ عنه (٧).


(١) ذكر آخره ابن كثير في تفسيره ٥/ ٣٠٧.
(٢) بعده في م: "أهل".
(٣) وهى قراءة نافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي. السبعة لابن مجاهد ص ٤٢٤.
(٤) سقط من: ص، م، ت ١، ف.
(٥) وهى قراءة ابن كثير أيضًا. ينظر المصدر السابق.
(٦) ذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ٣٠٧.
(٧) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٠٧ إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم.