للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَةً (١) ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً). قال: لا إلهَ إِلا اللَّهُ.

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا ابن عُيَينةَ، عن حميدٍ الأعرجِ، عن مجاهدٍ، قال: لا إلهَ إلا اللَّهُ.

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا يحيى بنُ آدَمَ، عن سفيانَ، عن عيسى، عن قَيْسٍ، عن ابن عباسٍ: (نِعَمَةً ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً). قال: لا إلهَ إلا اللهُ (٢).

وقولُه: ﴿ظَاهِرَةً﴾. يقولُ: ظاهرةً على الألسُنِ قولًا، وعلى الأبدانِ وجوارحِ الجسدِ عملًا.

وقولُه: ﴿وَبَاطِنَةً﴾. يقولُ: وباطنةً في القلوبِ اعتقادًا ومعرفةً.

وقولُه: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: ومِن الناسِ مَن يُخاصِمُ في توحيدِ اللهِ، وإخلاصِ الطاعةِ والعبادةِ له بغيرِ علمٍ عندَه بما يُخاصِمُ، ﴿وَلَا هُدًى﴾. يقولُ: ولا بيانٍ يُبَيِّنُ به صحةَ ما يقولُ، ﴿وَلَا كِتَابٍ مُنِير﴾. يقولُ: ولا بِتنزيلٍ من اللَّهِ جَاء بِما يَدَّعِي، يُبَيِّنُ حَقِّيةَ دَعواه.

كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قَتادةَ: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ﴾: ليس معه من اللهِ برهانٌ ولا كتابٌ.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (٢١)﴾.


(١) في م: " نعمته".
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٦٧ إلى الفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.