للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تَعْمَلُونَ﴾. يقولُ: والله ذو خِبْرةٍ بما تَعْمَلُون، مِن اتِّخاذ كم مِن دونِ اللهِ ودونِ رسولِه والمؤمنين به أولياءَ وبِطانةً، بعدَ ما قد نَهاكم عنه، لا يَخْفَى ذلك عليه، ولا غيرُه مِن أعمالِكم، واللهُ مُجازِيكم على ذلك، إنْ خيرًا فخيرًا، وإِنْ شَرًّا فَشَرًّا.

وبنحوِ الذي قلنا في معنى الوَليجةِ قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمد بن المفَضَّلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ: ﴿وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً﴾: يَتوَلَّجُها من الولايةِ للمشركين (١).

حدَّثنا ابن حُمَيدٍ، قال: ثنا حَكَّامٌ، عن أبي جعفرٍ، عن الربيعِ: ﴿وَلِيجَةً﴾. قال: دَخَلًا (٢).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبرنا ابن وَهْبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قِوله: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا﴾ إلى قوله: ﴿وَلِيجَةً﴾. قال: أبَى أَن يَدَعَهم دونَ التَّمْحيصِ، وقرَأ: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ﴾، وقرأ (٣): ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ﴾، ﴿[أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ] (٤) وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ الآيات كلَّها، أخبرَهم أن لا يَترُكَهم حتى يُمحِّصَهم ويَخْتَبِرَهم، وقرَأ: ﴿أَحَسِبَ (١) النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾: لا يُختَبَرون


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٧٦٥ من طريق أحمد بن المفضل به
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٧٦٥ من طريق أبي جعفر به.
(٣) في ص، ف: "قوله".
(٤) سقط من: ص، م.