للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو جعفرٍ: والصوابُ مِن القولِ في ذلك، أن يقالَ: إن المصانعَ جمعُ مَصْنَعةٍ. والعربُ تُسَمِّى كُلَّ بناءٍ مَصْنَعةً، وجائزٌ أن يكونَ ذلك البناءُ كان قصورًا وحُصُونًا مُشَيَّدةً، وجائزٌ أن يكونَ كان مآخِذَ للماءِ، ولا خبرَ يَقْطَعُ العُذْرَ بأيِّ ذلك كان، ولا هو مما يُدْرَكُ مِن جهةِ العقلِ. فالصوابُ أن يقالَ فيه ما قال اللهُ: إنهم كانوا يَتَّخِذون مصانعَ.

وقولُه: ﴿لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ﴾. يقولُ: كأنكم تخلُدُون فتَبْقَون في الأرضِ.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنا معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ﴾ يقولُ: كأنكم تَخْلُدون (١).

حدَّثنا الحسنُ، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا معمرٌ، عن قتادةَ، قال: في بعضِ الحروفِ: ﴿وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ﴾ (٢).

وكان ابن زيدٍ يقولُ: ﴿لَعَلَّكُمْ﴾ في هذا الموضعِ استفهامٌ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ في قولِه:


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٧٩٥ من طريق أبي صالح به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٩١ إلى ابن المنذر.
(٢) تفسير عبد الرزاق ٢/ ٧٤. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٧٩٥ من طريق سعيد، عن قتادة وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٩١ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.