للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا الحارثُ بنُ مسلمٍ، عن بَحْرٍ السَّقَّاءِ، عن عمرِو بن عُبيدٍ، عن الحسنِ، قال: سُئِل عن قولِه: ﴿قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ﴾. قال: كتَب اللهُ ﷿ على المؤمنين أن يُقاتِلوا في سبيلِه، وليس كلُّ مَن يُقاتِلُ يُقْتَلُ، ولكن يُقْتَلُ مَن كتَب اللهُ عليه القتلَ (١).

القول في تأويلِ قولِه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (١٥٥)﴾.

يعنى بذلك تعالى ذكرُه: إن الذين ولَّوا عن المشركين يوم أُحُدٍ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ فانْهَزَموا عنهم.

وقولُه: ﴿تَوَلَّوْا﴾. تفعَّلوا، مِن قولِهم: ولَّى فلانٌ ظهرَه.

وقولُه: ﴿يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ﴾. يعنى: يومَ الْتَقَى جمعُ المشركين وجمعُ المسلمين بأُحُدٍ.

﴿إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ﴾. أي إنما دعاهم إلى الزَّلَّةِ الشيطانُ.

وقولُه: "اسْتَزَلَّ". اسْتَفْعَل مِن الزَّلَّةِ، والزَّلَّةُ هي الخَطيئةُ.

﴿بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا﴾. يعنى: ببعضِ ما عمِلوا مِن الذنوبِ.

﴿وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ﴾. يقولُ: ولقد تَجاوَز اللهُ لهم عن عقوبةِ ذنبِهم (٢)، فصفَح لهم عنه.


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٨٨ إلى المصنف.
(٢) في م: "ذنوبهم".