للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وظلمُ اليهودِ كفرُهم باللهِ فى خلافِهم أمرَه وطاعتَه فى اتباعِ محمدٍ ، بعدَ أن كانوا يَسْتَفْتِحون به وبمبْعثِه، وجُحودِهم نبوتَه وهم عالمون أنه نبىُّ اللهِ ورسولُه إليهم.

وقد دَلَّلْنا على معنى الظلمِ فيما مضَى بما أغنَى عن إعادتِه فى هذا الموضعِ (١).

القولُ فى تأويلِ قولِه جل ثناؤه: ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ﴾.

يَعْنِى جل ثناوُه بقولِه: ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ﴾ اليهودَ. يقولُ: يا محمدُ، لتَجِدَنَّ أشدَّ الناسِ حِرصًا على الحياةِ فى الدنيا، وأشدَّهم كراهةً للموتِ، اليهودَ، كما حدَّثنا ابنُ حُمَيدٍ، قال: حدَّثنا سلَمةُ، قال: حدَّثنى ابنُ إسحاقَ، عن محمدِ بنِ أبى محمدٍ -فيما يرَى (٢) أبو جعفرٍ- عن سعيدِ بنِ جبيرٍ، أو عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ: ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ﴾. يعنى اليهودَ (٣).

وحدَّثنى المُثَنَّى، قال: ثنا آدمُ، قال: ثنا أبو جعفرٍ، [عن الربيعِ] (٤)، عن أبى العاليةِ: ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ﴾. يعنى اليهودَ (٥).

وحدَّثنى المثنَّى، [قال: ثنا إسحاق] (٤)، قال: ثنا ابنُ أبى جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ مثلَه (٦).

وحدَّثنى محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابنِ أبى


(١) ينظر ما تقدم فى ١/ ٥٥٩، ٥٦٠.
(٢) فى م: "يروى".
(٣) سيرة ابن هشام ١/ ٥٤٢، وأخرجه ابن أبى حاتم فى تفسيره ١/ ١٧٨ (٩٤٤، ٩٤٦)، والحاكم ٢/ ٢٦٣ من طريق مسلم البطين عن سعيد به بزيادة: ﴿وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ قال: الأعاجم. وستأتى بقيته فى ص ٢٧٧، ٢٨١، ٢٨٢.
(٤) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٥) أخرجه ابن أبى حاتم فى تفسيره ١/ ١٧٨ عقب الأثر (٩٤٤) من طريق آدم به.
(٦) أخرجه ابن أبى حاتم فى تفسيره ١/ ١٧٨ عقب الأثر (٩٤٤) من طريق ابن أبى جعفر به.