حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنُ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿جَزَاءً وِفَاقًا﴾. قال: وافَق الجزاءُ العملَ (١).
وقولُه: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: إن هؤلاء الكفارَ كانوا في الدنيا لا يَخافون محاسبةَ اللهِ إياهم في الآخرةِ على نِعَمهِ عليهم، وإحسانِه إليهم، وسوءِ شكرِهم له على ذلك.
وبنحو الذي قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنُ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿لَا يَرْجُونَ حِسَابًا﴾. قال: لا يُبالُون فيُصَدِّقون بالغيبِ (١).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا﴾. أي: لا يَخافون حسابًا.
حدَّثني يونُسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا﴾. قال: لا يُؤْمنون بالبعثِ ولا بالحسابِ، وكيف يَرْجو الحسابَ مَن لا يُوقِنُ أنه يَحْيَا، ولا يُوقِنُ بالبعثِ. وقرأ قولَ اللهِ: ﴿بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (٨١) قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا﴾ إلى: ﴿أَسَاطِيرُ
(١) تفسير مجاهد ص ٦٩٥، ومن طريقه عبد بن حميد في تفسيره - كما في تغليق التعليق ٤/ ٣٥٩ - وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٠٨ إلى الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم.