للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقولُ تعالى ذكرُه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ﴾ وحدَه لا شريكَ له، وتبرءوا من الآلهةِ والأندادِ، ﴿ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ على توحيدِ اللَّهِ، ولم يَخْلِطوا توحيدَ اللَّهِ بشركِ غيرِه به، وانتَهوا إلى طاعتِه فيما أمَر ونهَى.

وبنحوِ الذي قلْنا في ذلك جاء الخبرُ عن رسول اللَّهِ ، وقاله أهلُ التأويلِ على اختلافِ منهم في معنى قولِه: ﴿ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾.

ذكرُ الخبرِ بذلك عن رسولِ اللَّهِ -

حدَّثنا عمرُو بنُ عليٍّ، قال: ثنا سَلْمُ (١) بنُ قتيبةَ [أبو قتيبةَ] (٢)، قال: ثنا سُهَيْلُ (٣) ابن أبى حزمٍ القُطَعِيُّ، عن ثابتٍ البنانيِّ، عن أنسِ بن مالكٍ، أن رسولَ اللَّهِ ما قرَأ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾. قال: قد قالها الناسُ، ثم كفَر أكثرُهم، فمن مات عليها فهو ممن استَقامَ (٤).

[واختلف أهلُ التأويلِ في معنى قولِه: ﴿ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾] (٥)؛ فقال بعضُهم: معناه: ثم (٦) لم يُشْرِكوا به شيئًا، ولكن بَقُوا (٧) على التوحيدِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن بشَّارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ، قال: ثنا سفيانُ، عن أبي إسحاقَ،


(١) في ص، م، ت ١: "سالم"، ينظر تهذيب الكمال ١١/ ٢٣٢.
(٢) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٣) في ٢ ت ٣ "سهل"، ينظر تهذيب الكمال ١٢/ ٢١٧.
(٤) أخرجه الترمذى (٣٢٥٠) والنسائى في الكبرى (١١٤٧٠)، وابن أبي عاصم في السنة (٢٠) عن عمرو بن علي، وأخرجه أبو يعلى (٣٤٩٥)، وعنه ابن عدى ٣/ ١٢٨٨ من طريق سلم بن قتيبة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٦٣ إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه.
(٥) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٦) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "و".
(٧) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "تموا".