للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إيليَاءَ (١).

حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا وكيعٌ، عن أبي بكرٍ، عن عكرمةَ: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾. قال: هما جبلان (١).

وقال آخرون: التينُ مسجدُ نوحٍ، والزيتونُ مسجدُ بيتِ المقدسِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبى، قال: ثنى عمى، قال: ثنى أبى، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَالتِّينِ﴾: يعنى: مسجدِ نوحٍ الذي بُنِى على الجُودِيِّ، ﴿وَالزَّيْتُونِ﴾: بيتِ المقدسِ. قال: ويقالُ: التينُ والزيتونُ وطورُ سينينَ ثلاثةُ مساجدَ بالشامِ (٢).

والصوابُ من القولِ في ذلك عندَنا قولُ مَن قال: التينُ هو التينُ الذي يُؤكلُ، والزيتونُ هو الزيتونُ الذي يُعصرُ منه الزيتُ. لأن ذلك هو المعروفُ عندَ (٣) العربِ، ولا يُعرفُ جبلٌ يسمَّى تينًا، ولا جبلٌ يقالُ له: زيتونٌ. إلا أن يقولَ قائلٌ: أقسَم ربُّنا جلَّ ثناؤه بالتينِ والزيتونِ، والمرادُ من الكلامِ القَسَمُ بمنابتِ التينِ ومنابتِ الزيتونِ. فيكونَ ذلك مذهبًا، وإن لم يكنْ على صحةِ ذلك أنه كذلك دلالةٌ في ظاهرِ التنزيلِ، ولا من قولِ مَن لا يَجُوزُ خلافُه؛ لأن دمشقَ بها منابتُ التينِ، وبيتَ المقدسِ منابتُ الزيتونِ.

وقولُه: ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾. اختلَف أهلُ التأويلِ في تأويلِه؛ فقال بعضُهم: هو


(١) ذكره البغوي في تفسيره ٨/ ٤٧١.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٦٥ إلى المصنف وابن أبي حاتم وابن مردويه.
(٣) في ت ٢، ت ٣: "في كلام".