للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال آخَرون: سُمُّوا بذلك لأنهم كانوا قَصَّارِين يُبيِّضون الثيابَ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن أبي أَرْطَاةَ، قال: الحواريُّون الغسَّالون الذين يحورُون الثيابَ؛ يَغْسِلونها (١).

وقال آخرون: هم خاصةُ الأنبياءِ وصَفُوتُهم.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا ابن عُلَيَّةَ، عن رَوْحِ بن القاسمِ، أن قتادةَ ذكَر رجلًا مِن أصحابِ النبيِّ ، فقال: كان مِن الحواريِّين. فقيل له: مَن الحَوارِيُّون؟ قال: الذين تصْلُحُ لهم الخِلافةُ (٢).

حُدِّثْتُ عن المِنْجابِ [بن الحارثِ] (٣) قال: ثنا بشرُ بنُ (٤) عُمَارَةَ، عن أبي رَوْقٍ، عن الضحاكِ في قولِه: ﴿إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ﴾ [المائدة: ١١٢]. قال: أصْفياءُ الأنبياء (٥).

وأشبه الأقوالِ التي ذكَرْنا في معنى الحواريِّين قولُ مَن قال: سُمُّوا بذلك لبياضِ ثيابِهم، ولأنهم كانوا غسَّالين.

وذلك أن الحَوَرَ عندَ العربِ شدةُ البياضِ، ولذلك سُمِّيَ الحُوَّارَى مِن


(١) تفسير مجاهد ص ٢٥٣ من طريق ورقاء، عن ابن أبي أرطاة.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٥٩ (٣٥٧٠) من طريق ابن علية به مختصرًا.
(٣) في النسخ: "قال ثنا الحسين". وهو إسناد دائر لا ذكر للحسين فيه.
(٤) في م، ت ١، س: "عن".
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٦٠ (٣٥٧٢) من طريق المنجاب به.