للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبرَنا عبدُ الرزَّاقِ، قال: أخبرَنا مَعمرٌ، عن قتادةَ: ﴿وَحِينَ الْبَأْسِ﴾: القتالِ (١).

حُدِّثتُ عن عمارِ بنِ الحسنِ، قال: حدثنا ابنُ أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرَّبيعِ: ﴿وَحِينَ الْبَأْسِ﴾: عندَ لقاءِ العدوِّ (٢).

حدثني المُثَنَّى قال: حدثنا أبو نُعيمٍ، قال: حدثنا عُبيدٌ، عن الضحَّاكِ: ﴿وَحِينَ الْبَأْسِ﴾. القتالُ.

حدثنا أحمدُ بنُ إسحاقَ، قال: حدثنا أبو أحمدَ، قال: حدثنا عُبيدُ بنُ الطُّفيلِ أبو سِيدانَ، قال: سمِعتُ الضحَّاكَ بنَ مُزاحمٍ يقولُ في قولِه: ﴿وَحِينَ الْبَأْسِ﴾.

قال: القتالِ (٣).

القولُ في تأويلِ قولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (١٧٧)﴾.

يعني بقولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا﴾. من آمَن باللهِ واليومِ الآخرِ، ونَعتَهم النعتَ الذي نعَتَهم به في هذه الآيةِ، يقولُ: فمن فعَل هذه الأشياءَ فهم الذين صدَقوا اللهَ في إيمانِهم به، وحقَّقوا قولَهم بأفعالِهم، لا مَن ولَّى وجهَه قِبلَ المشرقِ والمغربِ وهو يُخالِفُ اللهَ في أمرِه، وينقُضُ عهدَه وميثاقَه، ويكتُمُ الناسَ وإنَ ما أمَره بِبَيانِه ويكذِّبُ رسلَه.

وأما قولُه: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾. فإنه يعني: أولئك هم الذين اتَّقَوا


(١) تقدم أوله في ص ٨٧.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٩٢ عقب الأثر (١٥٦٩) من طريق عبد الله بن أبي جعفر به. وتقدم أوله في ص ٨٧.
(٣) تقدم أوله في ص ٨٧، ٨٨.