للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مجاهدٍ: ﴿فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ﴾. قال: الذَّبحِ (١).

حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ﴾: فلا تتحامَ (٢) لحمَك.

وقولُه: ﴿وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: وادعُ يا محمدُ منازعيك من المشركين باللهِ فى نسكِك وذبحِك، إلى اتباعِ أمرِ ربِّك في ذلك، بأن لا يأكلوا إلا ما ذبحوه بعدَ اتِّباعِك، وبعد التصديقِ بما جئتَهم به من عندِ اللهِ، ويجتنبوا (٣) الذبحَ للآلهةِ والأوثانِ، ويتبرَّءوا منها. إنك لعلى طريقٍ مستقيمٍ، غير زائلٍ عن محجةِ الحقِّ والصوابِ في نسكِك الذي جعَله لك ولأمَّتِك ربُّك. وهم الضُّلَّالُ قصدِ السبيلِ؛ لمخالفتِهم أمرَ اللهِ في ذبائحِهم، ومطاعمهم، وعبادتهم الأوثانَ (٤).

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (٦٨) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٦٩)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه لنبيِّه محمدٍ : وإن جادَلك يا محمدُ هؤلاء المشركون بالله فى نسكِك، فقل: اللهُ أعلمُ بما تعملون ونعملُ.

كما حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابنِ جريجٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَإِنْ جَادَلُوكَ﴾. قال: قولُ أهلِ الشركِ: أما ما ذبَح اللهُ -


(١) تقدم تخريجه فى الصفحة السابقة.
(٢) أي: لا تجتنبه، من قولهم: تحاماه الناس. أى: توقوه واجتنبوه. اللسان (ح م و).
(٣) في ص، م: "تتجنبوا"، وفى ت ١: "يجتنبوا"، وفي ت ٢: "تجنبوا".
(٤) فى ص، م، ت ١، ت ٣، ف: "الآلهة".