للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأَيْمانِ "قد"، وإنما تجابُ الأيمانُ إذا أُجِيبت بأحدِ الحروفِ الأربعةِ: "اللامُ"، و"إن"، و"ما"، و"لا"، أو يُتْرَكُ (١) جوابُها، فيكونُ ساقطًا.

وقولُه: ﴿بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه لنبيِّه محمدٍ : ما كذَّبك يا محمدُ مشرِكو قومِك ألَّا يكونوا عالِمين بأنَّك صادقٌ محقٌّ، ولكِنَّهم كذَّبوك تعجُّبًا مِن أن جاءهم منذرٌ يُنْذِرُهم عقابَ اللَّهِ منهم؛ يعني بشرًا منهم من بني آدمَ، ولم يأْتِهم مَلَكٌ برسالةٍ من عندِ اللَّهِ.

وقولُه: ﴿فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: فقال المكذِّبون باللَّهِ ورسولِه من قريشٍ إذ جاءهم منذرٌ مِنهم: ﴿هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ﴾. أي: مجيءُ رجلٍ منَّا من بني آدمَ برسالةِ اللَّهِ إلينا (٢) [شيءٌ عجيبٌ] (٣)، هَلَّا أُنزِل إليه مَلَكٌ فيكونَ معه نذيرًا!

القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: ﴿أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (٣) قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (٤)﴾.

قال أبو جعفرٍ : يقولُ القائلُ: لم يَجْرِ للبعثِ ذكرٌ فيُخْبِرَ عن هؤلاء القومِ بكفرِهم ما دُعُوا إليه مِن ذلك، [فما وجهُ] (٤) الخبرِ عنهم بإنكارِهم ما لم يُدعَوا إليه، وجوابِهم (٥) عما لم يُسألوا عنه؟ قيل: قد اختَلَف أهلُ العربيةِ في ذلك، فنذكُرُ ما قالوا في ذلك، ثم نُتْبِعُه البيانَ إن شاءَ اللَّهُ تعالى؛ فقال في ذلك بعضُ نحويِّي


(١) في م: "بترك"، وفي ت ٢، ت ٣: "ترك".
(٢) سقط من: الأصل.
(٣) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٤) في الأصل: "فيما وجهوا".
(٥) في الأصل: "جاوبهم".