للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد ذكَر بعضَ أهلِ العلمِ بكلامِ العربِ (١) أن العربَ لا تَحُدُّ القِنْطارَ بمقدارٍ معلومٍ مِن الوزنِ، ولكنها تقولُ: هو قدرُ وزنٍ (٢).

وقد يَنْبَغِى أن يَكونَ ذلك كذلك؛ لأن ذلك لو كان مَحْدودًا قدْرُه عندَها، لم يكنْ بينَ مُتَقَدِّمي أهلِ التأويلِ فيه كلُّ هذا الاخْتِلافِ.

فالصوابُ في ذلك أن يُقالَ: هو المالُ الكثيرُ. كما قال الربيعُ بنُ أنسٍ، ولا يُحَدُّ قدْرُ وزنِه بحَدٍّ على تَعَنُّفٍ (٣)، وقد قيل ما قيل مما روَيْنا.

وأمَّا المُقَنْطَرةُ فهى المُضَعَّفةُ، وكأن القناطيرَ ثلاثةٌ، والمُقَنْطرةَ تسعةٌ. وهو كما قال الربيعُ بنُ أنسٍ: المالُ الكثيرُ بعضُه على بعضٍ.

كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ﴾: والمقنطرةُ: المالُ الكثيرُ بعضُه على بعضٍ.

حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قال: سمِعْتُ أبا مُعاذٍ، قال: أخْبَرَنا عُبيدُ بنُ سليمانَ، قال: سمِعْتُ الضَّحاكَ في قولِه: ﴿وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ﴾: يعنى المالَ الكثيرَ مِن الذهبِ والفضةِ (٤).

وقال آخَرون: معنَى المقنطرةِ: المَضْروبةُ دَراهمَ أو دَنانيرَ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسْباطُ، عن السديِّ: أما قولُه:


(١) يعنى أبا عبيدة في مجاز القرآن ١/ ٨٨.
(٢) في م: "ووزن".
(٣) كذا في النسخ، ولعلها: "تعسف".
(٤) تقدم في ص ٢٥٦.