للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اذهبْ فليس عليك حرجٌ. وقال اللهُ: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾. وكان يقالُ للنبيِّ: أنت شهيدٌ على قومِك. وقال اللهُ: ﴿وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾. وكان يقالُ للنبيِّ: سلْ تُعطَه، وقال اللهُ: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: ٦٠].

حدَّثنا الحسنُ، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا معمرٌ، عن قتادةَ، قال: أُعطِيتْ هذه الأمةُ ثلاثًا لم يعطَها إلَّا نبىٌّ؛ كان يقالُ للنبيِّ: اذهبْ فليس عليك حرجٌ. فقال اللهُ: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾. قال: وكان يقالُ للنبىِّ: أنت شهيدٌ على قومِك. وقال الله: ﴿وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾. وكان يقالُ للنبىِّ: سلْ تُعْطَه. وقال اللهُ: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ (١).

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٧٨)﴾.

يعني تعالى ذكرُه بقولِه: ﴿فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾. يقولُ: فأدُّوا الصلاةَ المفروضةَ للهِ عليكم بحدودِها، وآتُوا الزكاةَ الواجبةَ عليكم في أموالِكم، ﴿وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ﴾. يقولُ: وثِقُوا باللهِ، وتَوَكَّلوا عليه فى أمورِكم ﴿فَنِعْمَ الْمَوْلَى﴾: فنِعمَ الولىُّ اللهُ لمَن فعَل ذلك منكم، فأقام الصلاةَ، وأتى الزكاةَ، وجاهَد في سبيلِه حقَّ جهادِه، واعتصَم به، ﴿وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾. يقولُ: ونِعَم الناصرُ هو له على مَن بَغاه سوءًا.


(١) تفسير عبد الرزاق ٢/ ٤١، ٤٢.