للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿أَنْ لَنْ يَحُورَ﴾. قال: أن لن ينقلبَ. يقولُ: أن لن يُبعث (١).

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ: ﴿ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ﴾. قال: يرجعَ.

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابن زيد في قولِه: ﴿أَنْ لَنْ يَحُورَ﴾. قال: أن لن ينقلبَ.

وقولُه: ﴿بَلَى﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: بلى، ليَحُورَنَّ ولَيَرجِعَنَّ إلى ربِّه حيًّا، كما كان قبلَ مماتِه.

وقولُه: ﴿إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا﴾. يقولُ جلَّ ثناؤُه: إن ربَّ هذا الذي ظنَّ أن لن يحور كان به بصيرًا إذ هو في الدنيا؛ بما كان يعملُ فيها من المعاصى، وما إليه يصيرُ أمرُه في الآخرةِ، عالمٌ بذلك كلِّه.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (١٦) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (١٧) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (١٨) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (١٩) فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٢٠) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ (٢١)﴾.

وهذا قَسَمٌ، أقسَم ربُّنا بالشفق. والشفقُ الحمرةُ في الأفقِ من ناحيةِ المغربِ من الشمسِ في قولِ بعضِهم.

واختلفَ أهلُ التأويلِ في ذلك؛ فقال بعضُهم: هو الحمرةُ. كما قلنا، وممن قال ذلك جماعةٌ من أهلِ العراقِ.


(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٣٥٨ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٣٠ إلى عبد بن حميد.