للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأولى القراءتَين في ذلك بالصوابِ عندي قراءةُ مَن قرَأه رفعًا (١)؛ لأن ذلك هو الكلامُ المعروفُ من كلامِ العربِ، والذي لا يَتَناكرُه أهلُ العلمِ بالعربيةِ، وما عليه قرأةُ الأمصارِ. فأما النصبُ فيه، فإن له وجهًا (٢)، غيرَ أني لا أحبُّ القراءةَ به؛ لأن كتابَ اللَّهِ نَزَل بأفصحِ ألسُنِ العربِ، والذي هو أولى [بأهلِ العلمِ] (٣) [أن يتلوه] (٤) بالذي نزَل به من (٥) الفصاحةِ.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿قَالَتْ يَاوَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (٧٢) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (٧٣)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: قالت سارةُ لما بُشِّرَت بإسحاقَ أنها تَلِدُ، تَعَجُّبًا مما قيل لها من ذلك، إذ كانت قد بَلَغت السنَّ التي لا يَلِدُ من كان قد بلَغَها من الرجالِ والنساءِ، وقيل: إنها كانت يومَئذٍ ابنةَ تسعٍ وتسعين سنةً، وإبراهيمُ ابنَ مائةِ سنةٍ. وقد ذكرتُ الروايةَ بما (٦) رُوى في ذلك عن مجاهدٍ قبلُ (٧).

وأما ابنُ إسحاقَ، فإنه قال [في ذلك ما حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابنِ إسحاقَ، قال] (٨): كانت سارَةُ [يومَ بُشِّرت بإسحاقَ] (٩)، فيما ذكَر لي بعضُ


(١) القراءتان كلتاهما صواب.
(٢) في ت ٢: "وجهان".
(٣) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف.
(٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "بالعلم".
(٥) سقط من: الأصل.
(٦) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "فيما".
(٧) ينظر ص ٤٧٦.
(٨) سقط من: ت ١، س، ف.
(٩) سقط من: الأصل.