للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ﴿إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ﴾: وهو نحو قولِه: ﴿إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ﴾.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريج قوله: ﴿إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ﴾. قال: خَطِفَ الخَطْفةَ.

حدِّثتُ عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقولُ: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضحاك يقولُ في قوله: ﴿إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ﴾: هو كقوله: ﴿إِلَّا مَنْ خَطِفَ الخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ﴾. كان (١) ابن عباس يقولُ: إن الشُّهُبَ لا تَقْتُلُ، ولكن تَحرِقُ وتُخَبِّلُ وتَجرَحُ، مِن غير أن تَقْتُلَ (٢).

حدثني الحارث، قال: ثنا القاسمُ، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج: ﴿مِن كُلَّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ﴾. قال: الرجيم الملعون. قال: وقال القاسمُ، عن الكسائيِّ، أنه قال: الرجمُ في جميع القرآنِ الشَّتْمُ.

القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (١٩)﴾.

يَعنى تعالى ذكره بقوله: ﴿وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا﴾: والأَرضَ دَحَوْناها فبَسَطناها، ﴿وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ﴾، يقولُ: وألقَيْنا في ظهورِها رَواسيَ، يَعْنى جبالًا ثابتةً.

كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ﴿وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا﴾: وقال في آية أخرى: ﴿وَالْأَرْضَ بَعدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾ [النازعات: ٣٠].


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "قال".
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٩٥ إلى المصنف وابن أبي حاتم.