للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فثَلَبوه (١) وعابُوه، ﴿فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ﴾. يقولُ: فَقاتِلوا رؤساءَ الكفرِ باللهِ؛ ﴿إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ﴾. يقولُ: إن رؤساءَ الكفرِ لا عهدَ لهم، ﴿لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ﴾: لكى يَنْتَهُوا عن الطَّعْنِ في دينِكم والمظاهرةِ عليكم.

وبنحوِ ما قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ، على اختلافٍ بينَهم (٢) في المَعْنِيِّين بأئمةِ الكفرِ.

فقال بعضُهم: هم أبو جَهْلِ بنُ هشامٍ، وعُتبةُ بنُ ربيعةَ، وأبو سُفيانَ بنُ حَرْبٍ، ونظراؤهم. وكان حُذَيفةُ يقولُ: لم يأتِ أهلُها بعدُ.

ذكر مَن قال: [هم مَن سَمَّيتُ] (٣)

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثني عمِّي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ﴾ إلى ﴿لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ﴾. يعنى: أهلَ العهدِ مِن المشركين، سَمَّاهم ﴿أَئِمَّةَ الْكُفْرِ﴾ وهم كذلك. يقولُ اللهُ لنبيِّه: وإن نَكَثوا العهدَ الذي بينَك وبينَهم، فقاتِلْهم (٤)، أئمةُ الكفر (٥) لا أَيْمانَ لهم ﴿لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ﴾ (٦).

حدَّثنا بِشْرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ


(١) في م: "فثلموه". وثلبه يثلِبه ثلبا: لامه وعابه وصرح بالعيب وقال فيه وتنقصه. اللسان (ث ل ب).
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، س: "منهم".
(٣) في ت ٢، ف: "ذلك".
(٤) في م: "فقاتل"، وفي ت ٢: "فقاتلوا".
(٥) بعده في م: "لأنهم"، وفى ت ٢: "إنهم".
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ١٧٦٠، ١٧٦١ عن محمد بن سعد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢١٤ إلى ابن مردويه.