للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في قولِه: ﴿أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى﴾. يقولُ: كيف لهم (١)؟

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى﴾: بعدَ وقوعِ هذا البلاءِ (٢).

وبنحوِ الذي قلنا أيضًا في قولِه: ﴿ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ﴾ قَالَ أَهلُ التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى،، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ﴾. قال: تولُّوا عن محمدٍ ، وقالوا: معلَّمٌ مجنونٌ (٢).

وقولُه: ﴿إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه لهؤلاء المشركين الذين أخبَر عنهم أنهم يستغيثون به مِن الدُّخانِ النازلِ، والعذابِ الحالِّ بهم مِن الجَهْدِ، وأخبَر عنهم أنهم يعاهِدونه أنه إن كشف العذابَ عنهم آمنوا: ﴿إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ﴾. يعنى: الضرِّ النازلِ بهم، بالخِصْبِ الذي نُحدثُه لهم قليلًا، ﴿إِنَّكُمْ عَائِدُونَ﴾. يقولُ: إنكم أيُّها المشركون إذا كشَفْتُ عنكم ما بكم من ضرٍّ، لم تفُوا بما تعِدون وتعاهِدون عليه ربَّكم من الإيمانِ، ولكنَّكم تعوُدون في ضلالِكم وغيِّكم، كما كنتم قبلَ أن يُكْشَفَ عنكم.


(١) تقدم تخريجه في ١٩/ ٣١٥.
(٢) تفسير مجاهد ص ٥٩٧، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٨ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.