للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾. قال: هو أثرُ الترابِ (١).

وأولى الأقوالِ في ذلك بالصوابِ أن يُقالَ: إن الله تعالى ذكرُه أخبَرنا أن سيما هؤلاء القومِ الذين وصف صفتَهم في وجوهِهم من أثرِ السُّجودِ، ولم يخُصَّ ذلك على وقتٍ دونَ وقتٍ. وإذ كان ذلك كذلك، فذلك على كلِّ الأوقاتِ، فكان سيماهم الذي كانوا يُعرفون به في الدنيا آثارَ (٢) الإسلامِ، وذلك خشوعُه وهَدْيُه (٣) وسَمْتُه، وآثارُ عناءِ (٤) فرائضِه وتطوُّعِه، وفى الآخرةِ ما أخبَر أنهم يُعرفون به، وذلك الغُرَّةُ في الوجْهِ والتَّحجيل في الأيْدِى والأَرْجُلِ من أثرِ (٥) الوضوءِ، وبياضُ الوجوهِ من أثرِ (٥) السُّجودِ.

وبنحوِ الذي قُلنا في معنى السِّيما قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾. يقولُ (٦): علامتُهم - أو أعلِمتُهم - الصلاةُ (٧).

وقولُه: ﴿ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ﴾. يقولُ: هذه الصفةُ التي وصَفتُ لكم من صفة تُبَّاعِ محمد الذين معه صفِتُهم في التوراةِ.


(١) ذكره البغوي في تفسيره ٧/ ٣٢٤.
(٢) في م: "أثر".
(٣) بعده في م: "وزهده".
(٤) في م: "أداء".
(٥) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "آثار".
(٦) في ص، ت ١: "يقال".
(٧) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٢٨ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٨٣ إلى عبد بن حميد.