للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بمقدار؛ لا تُغلِّظ المسمار وتُضَيِّقِ الحَلَقة فتُفصَمَ الحَلَقةُ، ولا تُوسِّع الحَلَقةً وتُصَغِّرِ المسمار وتُدِقَّه فيَسْلَسَ (١) في الحَلَقَةِ.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بن سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: ﴿وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ﴾. يعنى بالسردِ ثقبَ الدروع حينَ يَشُدُّ قَتيرها (٢). وعنى بقوله: ﴿وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ﴾: قدر المسامير (٣).

حدَّثني محمد بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا وَرقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ﴾. قال: قدِّر المساميرَ والحَلَقَ، لا تُدقَّ المساميرَ فتسْلسَ، ولا تُجِلَّها. قال محمدُ بنُ عمرٍو: فتُقْصَمَ (٤). وقال الحارثُ: فتُفصَمَ (٥) (٦).


(١) مسمار سَلِسٌ: قَلِقٌ، وكل شيء أُقلق فهو سلس. التاج (س ل س).
(٢) القتير: رءوس مسامير حلق الدروع. التاج (ق ت ر).
(٣) ذكره القرطبي في تفسيره ١٤/ ٢٦٧ بنحوه.
(٤) سقط من: م. وفى الأصل: "فيفصَم". وفى ت ٢: "فيفصم" وفي ت ٣: "فيفصم".
(٥) في الأصل: "فيفصم". وفى ت ٢: "فيفصم". وفي ت ٣: "فيفصم". وينظر مصادر التخريج. قال القرطبي ١٤/ ٢٦٧ - وقد ذكر أثرًا عن ابن عباس بلفظ: لا تجعل مسمار الدرع رقيقًا فيقلق ولا غليظًا فيفصم الحلق - " روى "يقصم" بالقاف والفاء أيضًا رواية.
(٦) تفسير مجاهد ص ٥٥٣. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٢٧ إلى الفريابي وعبد بن حميد.