للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كنتم على طرف النارِ، من مات منكم أُوبق (١) في النارِ، فبعث الله محمدًا فاستنَقَذكم به من تلك الحفرة (٢).

حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المفضل، قال: ثنا حسنُ بنُ حيٍّ (٣): ﴿وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا﴾. قال: عصبيةٌ.

القولُ في تأويل قوله: ﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٠٣)﴾.

يعنى جلَّ ثناؤه بقولِه: ﴿كَذَلِكَ﴾: كما بيَّن لكم ربُّكم في هذه الآياتِ أَيُّها المؤمنون مِن الأوسِ والخزرجِ، من غلِّ (٤) اليهود الذي يُضْمِرونه لكم، وغشِّهم لكم، وأمره (٥) إياكم بما أمَركم به فيها، ونهيِه لكم عما نهاكم عنه، والحالِ التي كنتم عليها في جاهليتِكم والتي صِرتم إليها في إسلامِكم، مُعَرِّفكم (٦) في كلِّ ذلك مواقع نعمِه قِبَلكم وصنائعَه لديكم - فكذلك يبينُ (٧) سائرَ حُجَجِه لكم في تنزيله، وعلى لسانِ رسوله ، ﴿لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ يَعْنِي: لتَهْتَدُوا إلى سبيل الرشادِ وتَسْلُكوها فلا تَضِلُّوا عنها.

القول في تأويل قوله: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٠٤)﴾.

يعنى بذلك جلَّ ثناؤه: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ﴾ أيها المؤمنون ﴿أُمَّةٌ﴾. يقولُ:


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "وبقى".
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٧٢٦ (٣٩٣٠، ٣٩٣١) من طريق أحمد بن المفضل به.
(٣) في م: "يحيى". وينظر تهذيب الكمال ٦/ ١٧٧.
(٤) في م: "علماء".
(٥) في ص، ت ١، س: "أمرهم".
(٦) في م: "يعرفكم".
(٧) بعده في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "لكم".