للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جماعةٌ ﴿يَدْعُونَ﴾ الناس ﴿إِلَى الْخَيْرِ﴾ يعنى: إلى الإسلام وشرائعِه التي شرَعها الله لعباده، ﴿وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ﴾ يقولُ: يأمُرون الناسَ باتباعِ محمدٍ [رسول الله] (١) ، دينِه الذي جاء به مِن عندِ اللَّهِ، ﴿وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ يَعْنى: ويَنْهون عن الكفر بالله، والتكذيب بمحمدٍ ، وبما جاء به من عند الله، بجهادِهم بالأيدى والجوارح حتى ينقادوا لكم بالطاعة.

وقولُه: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾. يعنى: المُنجِحون عند الله، الباقون في جنانه (٢) ونعيمه.

وقد دلَّلنا (٣) على معنى الإفلاح في غير هذا الموضع بما أغنى عن إعادته هاهنا (٤).

حدَّثنا أحمدُ بنُ حازمٍ، قال: ثنا أبو نعيمٍ، قال: ثنا عيسى بنُ عمر القارئُ، عن أبي عونٍ الثقفيِّ، أنه سمع صُبَيحًا، قال: سمعتُ عثمانَ يَقْرأُ: (ولْتَكُنْ منكم أُمَّةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهَون عن المنكرِ ويَسْتَعينون الله على ما أصابهم) (٥).

حدَّثني أحمدُ بنُ حازمٍ، قال: ثنا أبو نعيمٍ، قال: ثنا ابن عيينةَ، عن عمرِو بن دينارٍ، قال: سمعتُ ابنَ الزبيرِ يَقْرَأُ (٦). فذكر مثل قراءة عثمان التي ذكرناها قبلُ


(١) سقط من: م، س، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٢) في م: "جناته".
(٣) بعده في م: "فيما مضى".
(٤) ينظر ما تقدم في ١/ ٢٥٦ - ٢٥٨.
(٥) أخرجه ابن أبي داود في المصاحف ص ٣٩ من طريق عيسى بن عمر، به، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٤/ ٤٤٩ في ترجمة صبيح، وفيه: يهدون. بدلا من: يدعون. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٦٢ إلى عبد بن حميد وابن الأنبارى، وهذه القراءة شاذة لم يقرأ بها أحد من القراء العشرة، وهى مخالفة لرسم المصحف.
(٦) في ت ١: "يقول".