للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تَأْوِيلُهُ﴾. قال: [يوم تأتى حقيقته] (١). وقرأ قولَ اللَّهِ تعالى: ﴿هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: ١٠٠]. قال: هذا تحقيقها. وقرأ قولَ اللَّهِ: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ﴾: قال: ما يعلم حقيقته، ومتى يأتى، إلا الله (٢).

وأما قولُه: ﴿يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ﴾ فإن معناه: يوم يجئ ما يَقُولُ إليه أمرهم من عقاب الله ﴿يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ﴾، أي: يقولُ الذين ضَيَّعوا، وتَرَكوا ما أُمروا به من العمل المُنَجِّيهم مما آل إليه أمرُهم يومَئِذٍ مِن العذاب، من قبل ذلك في الدنيا: لـ ﴿قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ﴾، أقسم المساكين حين عاينوا البلاء، وحَلَّ بهم العقاب، إن رُسُلَ اللَّهِ التي أتتهم بالنِّذَارِةِ، وبَلَّغَتْهم عن الله الرسالة، قد كانت نَصَحَت لهم، وصَدَقَتْهم عن الله، وذلك حين لا ينفَعُهم التصديقُ، ولا يُنَجِّيهم مِن سَخَطِ اللهِ وأليم عقابه، كثرةُ القالِ والقيل.

وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدثني محمد (٣) بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديِّ: ﴿يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ﴾: أما ﴿الَّذِينَ نَسُوهُ﴾ فتركوه، فلما رأوا ما وَعَدَهم أنبياؤُهم اسْتَيْقَنوا فقالوا: ﴿قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ﴾ (٤).

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي


(١) في م: "يأتي تحقيقه".
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤٩٤ (٨٥٦٣)، من طريق أصبغ، عن ابن زيد بنحوه.
(٣) بعده في م: "بن عمرو".
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤٩٥ (٨٥٦٥، ٨٥٦٦) من طريق أحمد به.