للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان للهِ ولموسى.

حدَّثنا موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّديِّ في قولِه: ﴿فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ﴾: وهو البحرُ، وهو النيلُ (١).

واختلف أهلُ التأويلِ في معنى "المحبةِ" التي قال اللهُ جلَّ ثناؤُه: ﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي﴾؛ فقال بعضُهم: عنَى بذلك أنه حبَّبه إلى عبادِه.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدثني الحسينُ بنُ عليٍّ الصدائيُّ والعباسُ بنُ محمدٍ الدُّوريُّ، قالا: ثنا حسينٌ الجُعْفيُّ، عن موسى بن قيسٍ الحَضْرميِّ، عن سلَمةَ بن كُهيلٍ في قولِ اللهِ: ﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي﴾. قال عباسٌ: حبَّبتك إلى عبادى. وقال الصُّدائيُّ: حبَّبتك إلى خلقى (٢).

وقال آخرون: بل معنى ذلك: أي: حسَّنتُ خَلَقَك.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى إبراهيمُ بنُ مَهْدِيٍّ، عن رجلٍ، عن الحكمِ بن أبانٍ، عن عكرمةَ قولَه: ﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي﴾. قال: حُسْنًا وملاحةً (٣).

قال أبو جعفرٍ: والذي هو أولى بالصوابِ من القولِ في ذلك أن يقالَ: إن الله عزّ


(١) تقدم أوله في ص ١٩، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٤٢، من طريق عمرو بن حماد به.
(٢) أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٦١/ ٢٣، من طريق عباس الدورى به، وأخرجه ابن أبي شيبة ١١/ ٥٣٢ عن حسين بن علي الجعفى به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٩٦ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٩٦ إلى عبد بن حميد.