للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دعوتُموهم إلى توْحيدي، والإقرارِ بي، والعملِ بطاعتى، والانتهاءِ عن معصيتي؟ ﴿قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا﴾.

فاخْتَلَف أهلُ التأويلِ في تأويلِ ذلك؛ فقال بعضُهم - يعنى (١) قولَهم: ﴿لَا عِلْمَ لَنَا﴾ -: لم يَكُنْ ذلك مِن الرسلِ إنكارًا أن يَكونوا كانوا عالمين بما عمِلَت أممُهم، ولكنهم ذهِلوا عن الجوابِ مِن هَوْلِ ذلك اليومِ، ثم أجابوا بعدَ أن ثابَت إليهم عقولُهم بالشَّهادةِ على أممِهم.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ مُفَضَّلٍ، قال: ثنا أسْباطُ، عن السديِّ: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا﴾: فذلك (٢) أنهم لما نزَلوا منزلًا ذهِلَت فيه العقولُ، فلما سُئِلوا قالوا: ﴿لَا عِلْمَ لَنَا﴾. ثم نزَلوا منزلًا آخَر، فشهِدوا على قومِهم (٣).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا حكامٌ، عن عَنْبَسةَ، قال: [سمِعتُ شَيْخًا يقولُ] (٤): سمِعْتُ الحسنُ يقول في قولِه: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ﴾ الآية. قال: من هولِ ذلك اليوم (٥).

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخْبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أَخْبَرنا الثوريُّ، عن


(١) في ص، م: "معنى".
(٢) في ص، ت ١: "بذلك"، وفى م: "قال: ذلك".
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٤/ ١٢٣٦ (٦٩٧٣) من طريق أحمد بن مفضل به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٣٤٤ إلى أبى الشيخ.
(٤) سقط من النسخ والمثبت من تفسير ابن كثير عن المصنف.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٢٣٥ (٦٩٧١) من طريق عنبسة به، وذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٢١٧ عن المصنف، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٣٤٤ إلى أبى الشيخ.