للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بكلِّ واحدةٍ منهما أئمةٌ مِن القرَأةِ، فبأيَّتِهما قرَأ القارئُ فمصيبٌ في قراءتِه الصوابَ.

وقولُه: ﴿قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾. يقولُ: قال موسى لفرعونَ وملئِه: قد جئتُكم ببرهانٍ مِن ربِّكم يشهدُ أيُّها القومُ على صحةِ ما أقولُ، وصدقِ ما أذكُرُ لكم مِن إرسالِ اللهِ جل ثناؤُه إياى إليكم رسولًا، فأرسِلْ يا فرعونُ معى بني إسرائيلَ. فقال له فرعونُ: ﴿إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ﴾. يقولُ: بحُجَّةٍ وعلامةٍ شاهدةٍ على صدقِ ما تقولُ، ﴿فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾.

القولُ في تأويلِ قولِه جل ثناؤُه: ﴿فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (١٠٧) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (١٠٨)﴾.

يقولُ جلّ ثناؤُه: ﴿فَأَلْقَى﴾ موسى ﴿عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ﴾. يَعنِي: حيةٌ. ﴿مُبِينٌ﴾. يقولُ: تَبِينُ لَمَن يَراها أنَّها حيةٌ.

وبما قلنا مِن (١) ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ: ﴿فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ﴾. قال: تحوَّلت حيةً عظيمةً. وقال غيرُه: مثلَ المدينةِ (٢).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌّ، عن قتادةَ قولَه: ﴿فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ﴾. قال: فإذا هي حيةٌ كاد يَسُورُه، يعني: يَثِبُ عليه.

حدَّثني موسى بنُ هارونَ، قال: ثنا عمرُو بنُ حمادٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن


(١) في م: "في".
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥٣٣، ٨/ ٢٧٠٨ (٨٧٩٠، ١٥٠٩٠) من طريق محمد بن عبد الأعلى به، وتفسير عبد الرزاق ١/ ٢٣٣، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٠٦ إلى ابن المنذر وأبي الشيخ.