للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهو في معنى: حتى إذا علِموا أَنْ ليس وجهٌ إلا الذي رأَوْا، وانتهى عِلْمُهم، فكان ما سواه يأسًا.

وأما أهلُ التأويلِ، فإنهم تأوّلوا ذلك بمعنى: أفلم يعلَمْ ويتبيَّنْ.

ذكرُ مَن قال ذلك منهم

حدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا هشيمٌ، عن أبي (١) إسحاقُ الكوفيِّ، عن مولًى يُخبرُ (٢) أن عليًّا كان يَقْرَأُ (٣): (أفلم يَتَبَيَّنِ الذين آمَنوا) (٤).

حدَّثنا الحسنُ بنُ محمدٍ، قال: ثنا عبدُ الوهابِ، عن هارونَ، عن حنظلةَ، عن شهرِ بن حَوْشَبٍ، عن ابن عباسٍ: ﴿أَفَلَمْ يَيْأَسِ﴾. يقولُ: أفلم يَتَبَيَّنْ.

حدَّثنا أحمدُ بنُ يوسفَ، قال: ثنا القاسمُ، قال: ثنا يزيدُ، عن جريرِ بن حازمٍ، عن الزبيرِ بن الخِرِّيتِ (٥)، أو يَعْلى بن حكيمٍ، عن عكرمةَ، عن ابن عباسٍ، أنه كان يَقْرَؤُها: (أَفَلَمْ يَتَبَيَّنِ الَّذِينَ آمَنُوا). قال: كتَب الكاتبُ الأخرى وهو ناعسٌ (٦).

حدَّثنا الحسنُ بنُ محمدٍ، قال: ثنا حجاجُ بنُ محمدٍ، عن ابن جريجٍ، قال:


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "ابن"، وينظر تهذيب الكمال ١٦/ ١٩٦.
(٢) في ت ١: "بجير".
(٣) في م، ت ١، ت ٢، ف: "يقول".
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٦٣ إلى المصنف.
(٥) في م: "الحارث"، وفى ت ١، ف: "الحريث". وينظر تهذيب الكمال ٩/ ٣٠١.
(٦) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٦٣ إلى المصنف وابن الأنباري في المصاحف.
وقال الزمخشري في الكشاف ٢/ ٣٦٠: وهذا ونحوه مما لا يصدق في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكيف يخفى مثل هذا حتى يبقى ثابتا بين دفتي الكتاب وكان متقلبا في أيدى أولئك الأعلام المحتاطين في دين الله … هذه واللَّه فرية ما فيها مرية. وقال القرطبي في تفسيره ٩/ ٣٢٠: وهو باطل عن ابن عباس؛ لأن مجاهدا وسعيد بن جبير حكيا الحرف عن ابن عباس على ما هو في المصحف.