كتاب تفسير الطبري جامع البيان - ت التركي

تفسير سورة الأنعام - ذكر من قال ذلك - ج: 9 - ص: 664

وكان بعضُ البصريين يَزْعُمُ أَن الأَشُدَّ اسمٌ مثلُ الآنُكِ (١).

فأما أهلُ التأويلِ فإنهم مُخْتلِفون في الحينِ الذي إذا بلَغه الإنسانُ قيل: بلَغ أشُدَّه؛ فقال بعضُهم: يقالُ ذلك له إذا بلغ الحُلُمَ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني أحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ، قال: ثنا عمى، قال: أخْبَرني يحيى بنُ أيوبَ، عن عمرِو بن الحارثِ، عن ربيعةَ في قولِه: ﴿حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ﴾. قال: الحُلُمَ (٢).

حدَّثني أحمدُ بنُ عبد الرحمنِ، قال: ثنا عمى، قال: ثنى عبدُ الرحمنِ بنُ زيدِ بن أَسْلَمَ، عن أبيه مثلَه. قال ابن وهبٍ: وقال لي مالكٌ مثلَه (٣).

حُدِّثْتُ عن الحِمَّانيِّ، قال: ثنا هُشَيْمٌ، [عن مجالدٍ] (٤)، عن عامرٍ: ﴿حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ﴾. قال: الأَشُدُّ الحُلُمُ، حيث تُكْتَبُ له الحسناتُ، وتُكْتَبُ عليه السيئاتُ (٥).

وقال آخرون: إنما يقالُ ذلك له إذا بلَغ ثلاثين سنةً.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المفضلِ، قال: ثنا أسْباطُ، عن

---

(١) الآنُك: الأُسْرُب، وهو الرَّصاص القَلْعِيُّ، أو أبْيَضُه، أو أسْوَدُه، أو خالِصُه. وقال كراع: هو القَزْدِير. ينظر تاج العروس (أ ن ك).
(٢) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤١٩ عقب الأثر (٨٠٨٨) معلقا، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٥٥ إلى أبى الشيخ.
(٣) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤١٩ عقب الأثر (٨٠٨٨) معلقًا، عن زيد بن أسلم ومالك، وقول زيد عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٥٥ إلى أبي الشيخ.
(٤) في م: "عن مجاهد"، وفى ف: "بن مجالد".
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤١٩ (٨٠٨٨) من طريق هشيم به.