للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القولُ في تأويل قولِه جل وعز: ﴿الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ (٩٢)﴾.

يقولُ تعالى ذكْرُه: فأهلَك اللهُ الذين كذَّبوا شعيبًا فلم يُؤْمِنوا به فأبادَهم، فصارت قريتُهم منهم خاويةً خلاءً، ﴿كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا﴾. يقولُ: كأنْ لم يَنْزِلوها (١) قطُّ، ولم يعيشوا بها حينَ هلَكوا.

يقالُ: غَنِى فلانٌ بمكانِ كذا، فهو يَغْنَى به غِنًى [وغُنْيانًا] (٢) وغُنِيًّا، إذا نزَل به وكان به، كما قال الشاعرُ (٣):

ولقد يَغْنَى به (٤) جيرانُك الـ … ـمُمْسِكو منك [بعهدٍ ووِصالِ] (٥)

وقال (٦) رُؤْيةُ (٧):

وعهدُ مَغْنَى دِمْنَةٍ (٨) بضَلْفَعا (٩)

إنما هو مَفْعَلٌ من "غَنِىَ".

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "ينزلوا".
(٢) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف.
(٣) هو عبيد بن الأبرص، والبيت في ديوانه ص ١١٥.
(٤) في الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "بها".
(٥) في الديوان: "بأسباب الوصال".
(٦) في الأصل: "قول".
(٧) ديوانه (مجموع أشعار العرب) ص ٨٧.
(٨) دمنة الدار: آثارها. اللسان (د م ن).
(٩) ضلفع: قارة ببلاد بنى أسد. التاج (ضلفع).