للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا﴾: أهلكهم بما عملوا (١).

حدَّثنا محمدٌ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا﴾: [يقولُ: أَضلَّهم بما كسبوا (٢).

حدثنا بشرٌ، قال: حدثنا يزيدُ، قال: حدثنا سعيدٌ، عن قتادة: ﴿أَرْكَسَهُمْ﴾] (٣): أهْلكهم.

وقد أتينا على البيان عن معنى ذلك قبلُ بما أغْنَى عن إعادتِه (٤).

القول في تأويل قوله جل ثناؤُه: ﴿أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (٨٨)﴾.

يعنى جل ثناؤُه بقوله: ﴿أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ﴾: أتريدون أيُّها المؤمنون أن تهدوا إلى الإسلام، فتوفِّقوه للإقرار (٥) به والدُّخول فيه، من أضَلَّه الله عنه. يعنى بذلك: مَن خَذَله الله عنه، فلم يُوَفِّقه للإقرار به؟

وإنما هذا خطابٌ من الله تعالى ذكرُه للفئة التي دافعت عن هؤلاء المنافقين الذين وصف الله صفتهم في هذه الآية، يقول لهم جلَّ ثناؤُه: أتبغون هداية هؤلاء الذين أضلَّهم الله، فخذَلَهم عن الحقِّ [واتباع الإسلام] (٦)، بمُدافعتكم عن قتالهم مَن أراد قتالهم من المؤمنين؟ ﴿وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا﴾. يقولُ: ومَن


(١) تفسير عبد الرزاق ١/ ١٦٧.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ١٠٢٥ (٥٧٤٦) من طريق ابن مفضل به.
(٣) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س.
(٤) تقدم في ص ٢٨١.
(٥) في س: "إلى الإقرار".
(٦) في الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "واتباعه للإسلام".