للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حيثُ يَنفُذُهم البصرُ، ويُسمِعُهم الدَّاعِى، حُفاةً عُراةً كما خُلِقوا أوّلَ مرَّةٍ، ثم يقومُ النبيُّ فيقولُ: "لبَّيك وسعْدَيك". ثم ذكَر نحوَه، إلا أنَّه قال: هو المقامُ المحمودُ.

وقال آخرون: بل ذلك المَقامُ المحمودُ الذي وعَد اللَّهُ نبيَّه أن يبعَثَهُ إِيَّاه، هو أن يُقعِدَه معه على عرشِه.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا عبادُ بنُ يعقوبَ الأسديُّ، قال: ثنا ابن فُضيلٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾. قال: يُجلِسُه معه على عرشِه (١).

وأولى القولين في ذلك بالصوابِ ما صحَّ به الخبرُ عن رسولِ اللَّهِ ، وذلك ما حدَّثنا به أبو كريبٍ، قال: ثنا وكيعٌ، عن داودَ بن يزيدُ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللَّهِ : ﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾. سُئل عنها قال: "هِيَ الشَّفاعَةُ" (٢).

حدَّثنا عليُّ بنُ حربٍ، قال: ثنا مَكِّيُّ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا داودُ بنُ يزيدَ


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ١١/ ٤٣٦ - ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد ٧/ ١٥٨ - والخلال في السنة ٢٤١ - ٢٤٤، ٢٤٦، ٢٦٧، ٢٧٩، ٢٨٢، ٢٨٨، ٢٨٦ - ٢٨٨، من طريق ابن فضيل به، وأخرجه الخلال (٢٩٦، ٢٩٨ - ٣٠١) من طريق أبي يحيى القتات وليث عن مجاهد. قال الذهبي في العلو - نقلا عن محقق السنة -: أما قضية قعود نبينا على العرش، فلم يثبت في ذلك نص، بل في الباب حديث واه. وأبطل الواحدى - كما في البحر المحيط ٦/ ٧٣ هذا القول من خمسة أوجه، فانظرها فيه.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة ١١/ ٤٨٤، وأحمد ١٥/ ٤٥٨، ١٦/ ١٥٤، ١٥٥ (٩٧٣٥، ١٠٢٠٠)، والترمذي (٣١٣٧)، والبيهقي في الشعب (٢٩٩، ٣٠٢)، والخطيب في الموضح ٢/ ٧٨، من طريق وكيع به.