للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للاسم (١) كقولِهم: هذا زيدُ بنُ عبدِ اللهِ. فأرادوا الخبر عن عُزيرٍ (٢) بأنه ابن اللهِ، ولم يُريدوا أن يَجْعَلوا الابن له، نعتًا، والابن في هذا الموضع خبرٌ لـ "عُزيرٍ"؛ لأن الذين ذكر الله عنهم أنهم قالوا ذلك إنما أخْبَروا عن "عُزَيرٍ" أنه كذلك، وإن كانوا بقيلهم ذلك كانوا كاذِبِين على اللهِ مُفْتَرِين.

﴿وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ﴾ يعنى قول اليهود: ﴿عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ﴾. يقولُ: يشبه (٣) قول هؤلاء في الكذبِ على الله والفِرْيةِ عليه، ونشبتهم المسيحَ إلى أنه لله ابنٌ، كَذِبَ (٤) اليهودِ وفِرْيتَهم على الله في نِسبتِهم عزيرًا إلى أنه لله ابنٌ، ولا ينبغى أن يكون لله ولدٌ، سبحانه، ﴿بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ﴾ [البقرة: ١١٦].

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدثني المثنَّى، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباس قوله: ﴿يُضَاهِئُونَ (٥) قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ﴾. يقولُ: يُشبهون (٦).


(١) كذا ورد السياق في النسخ، ولعل الصواب أن يكون بعده: وتنونه إذا كان خبرا. كما هو ظاهر من المثل بعده والتعليق عليه. وينظر تعليق الشيخ شاكر.
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "زيد".
(٣) في م، ت ١، ت ٢، س: "نسبة"، وفى ف: "نسبته".
(٤) في م: "ككذب".
(٥) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف في هذا الموضع وما بعده: "يضاهون". وهى القراءة التي سيختارها المصنف، وأثبتناها في جميع المواضع كرسم مصحفنا.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٧٨٣ من طريق أبي صالح به.