للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾. يقول تعالى ذكره: ولقد رأى محمدٌ جبريل صلَّى الله عليهما وسلَّم في صورته بالناحية التي تُبِينُ الأشياء، فتُرى مِن قِبَلِها، وذلك من ناحيةِ مطلِعِ الشمسِ من قِبَل المشرقِ.

وبنحوِ الذي قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾: الأعلى. قال: بأفقٍ من نحوِ أجيادَ (١).

حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾. قال: كنا نَتَحدَّثُ أن الأفق حيثُ تطلُعُ الشمس (٢).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾: كنا نُحدَّثُ أنه الأفقُ الذي يجيءُ منه النهارُ.

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾. قال: رأى جبريلَ بالأفقِ المبينِ (٣).

حدَّثني عيسى بنُ عثمانَ بن عيسى الرمليُّ، قال: ثنا يحيى بنُ عيسى، عن الأعمش، عن الوليد بن العيزار، قال: سمعتُ أبا الأحوصِ يقولُ في قولِ الله:


(١) ذكره القرطبي في تفسيره ١٩/ ٢٤١، وأبو حيان في البحر المحيط ٨/ ٤٣٥.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٣٥٢ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٢١ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٣) تقدم تخريجه في ٢٢/ ٤٦.