للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مجاهد مثله.

حدَّثني محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المفضلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن السدِّيِّ: ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ﴾: وهى الصيحةُ.

حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا عبدُ العزيزِ، قال: ثنا أبو سعدٍ، عن مجاهدٍ: ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ﴾. قال: الصيحةُ.

وقولُه: ﴿فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾. يقولُ: فَأَصْبَح الذين أَهْلَكَ اللَّهُ من ثمودَ ﴿فِي دَارِهِمْ﴾ يعنى: في أرضِهم التي هلَكوا فيها وبلدتهم.

ولذلك وحَّد "الدارَ" ولم يَجْمَعُها، فيقولُ: في دُورِهم. وقد يجوزُ أن يكونَ أريدَ بها الدورُ، ولكنْ وجَّه بالواحدةِ إلى الجمعِ، كما قيل: ﴿وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ [العصر: ١، ٢].

وقولُه: ﴿جَاثِمِينَ﴾. يعنى: سقوطًا صرعَى لا يتحرَّكون؛ لأنهم لا أرواحَ فيهم، قد هلَكوا. والعربُ تقولُ للباركِ على الركبةِ: جاثمٌ. ومنه قولُ جريرٍ (١):

عرَفْتُ المُنْتَأَى (٢) وعرَفْتُ منها … مَطايَا القِدْرِ كالحِدأِ الجُثُومِ

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني يونسُ، قال: أخبرَنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾. قال: ميِّتِين (٣).


(١) ديوانه ١/ ٢١٧.
(٢) المُنتَأى: الحفرة حول الخباء لئلا يدخله ماء المطر. اللسان (ن أ ى).
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥١٦ (٨٦٨٩) من طريق أصبغ، عن ابن زيد، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٩٩ إلى أبى الشيخ.