للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقولُه: ﴿وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ﴾. يقولُ جل ثناؤه: ونُهلِكُ (١) هذا القائلَ: - لأوتينَّ في الآخرةِ مالًا وولدًا - ومالَه وولدَه، ويصيرُ لنا مالُه وولدُه دونَه، ﴿وَيَأْتِينَا﴾ هو يومَ القيامةِ ﴿فَرْدًا﴾ وحدَه لا مالَ معه ولا ولدَ.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكْرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ﴾: مالَه وولدَه، وذلك الذي قال العاصُ بنُ وائلٍ (٢).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قوله: ﴿وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا﴾ لا مالَ له ولا ولدَ.

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا معمرٌ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ﴾. قال: ما عنده، وهو قولُه: ﴿لأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا﴾. وفى حرفِ ابن مسعودٍ: (وَنَرِثُه مَا عِنْدَه) (٣).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: ﴿وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ﴾. قال: ما جمَع من الدنيا وما عمِل فيها. قال: ﴿وَيَأْتِينَا فَرْدًا﴾. قال:


(١) في م: "نسلب".
(٢) تفسير مجاهد ص ٤٥٩.
(٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ٢٥٦٥، وهذه القراءة شاذة لمخالفتها رسم المصحف.