للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا شفاه منه، فهو يُبْرئُه إبراءً، وبرَأ المريضُ فهو يَبْرأُ بَرْءًا. وقد يقالُ أيضًا: بَرِئَ المريضُ فهو يَبْرأُ، لغتانِ معْروفتانِ.

واختلَف أهلُ التأويلِ في معنَى الأَكْمَةِ؛ فقال بعضُهم: هو الذي لا يُبْصِرُ بالليلِ ويُبْصِرُ بالنهارِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ﴾. قال: الأكمهُ الذي يُبْصِرُ بالنهارِ ولا يُبْصِرُ بالليلِ، فهو يَتَكَمَّهُ (١).

حدثني المثنَّى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.

وقال آخرون: هو الأعمى الذي ولَدتْه أمُّه كذلك.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قَتادةَ، قال: كُنا نُحَدَّثُ أَن الأكمةَ الذي وُلِد وهو أعمَى، مضمومَ (٢) العَينينِ (٣).

حدَّثني المُثَنّى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن قَتادةَ


(١) تفسير مجاهد ص ٢٥٢ وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٥٥ (٣٥٤٤) من طريق أبي عاصم به، وأخرجه الفريابي - كما في التعليق ٤/ ٣٥ - من طريق ابن أبي نجيح به.
(٢) كذا في النسخ، ولعلها: "مغموم". وكل مغطى فإن العرب تسميه مغمومًا. ينظر ما تقدم في ١/ ٦٩٨.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٥٥ عقب أثر (٣٥٤٢) معلقا بنحوه.