للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿وَءَامَنَهُم مَّنْ خَوْفٍ﴾. اختلَف أهل التأويل في معنى قوله: ﴿وَءَامَنَهُم مِنْ خَوْفٍ﴾؛ فقال بعضُهم: معنى ذلك أنه آمنهم مما يخافُ منه مَنْ لم يكن من أهلِ الحرمِ؛ من الغاراتِ والحروبِ والقتالِ، والأمورِ التي كانت العرب يخافُ بعضُها من بعضٍ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ: ﴿وَءَامَنَهُم مَّنْ خَوْفٍ﴾: حيث قال إبراهيم : ﴿رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا﴾ (١) [البقرة: ١٢٦].

حدثني محمد بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: ﴿وَءَامَنَهُم مَّنْ خَوْفٍ﴾. قال: آمنهم من كلَّ عدوٍّ في حرمِهم (٢).

حدثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ﴿لإيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ﴾. قال: كان أهلُ مكة تجارًا، يتعاورون (٣) ذلك شتاءً وصيفًا، آمِنين في العربِ، وكانت العربُ يُغيرُ بعضُها على بعض لا يقدرون على ذلك، ولا يستطيعونه من الخوف، حتى إن كان الرجل منهم ليُصابُ في حيٍّ من أحياءِ العربِ، وإذا قيل: حِرْمِيٌّ. خُلِّيَ عنه وعن مالِه؛ تعظيمًا لذلك فيما أعطاهم الله من الأمنِ (٤).


(١) تقدم تخريجه في ص ٦٥٠.
(٢) تقدم تخريجه في ص ٦٤٨.
(٣) في ص، ت ١، ت ٢ ت: "يعتادون".
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٩٨ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.