للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العذابِ؟ (١)

وقولُه: ﴿وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: وأَيْقَن الذي قد نزَل ذلك به أنه فِراقُ الدنيا والأهلِ والمالِ والولدِ.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

[ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ﴾.

أي: اسْتَيْقَن أنه الفِراقُ (٢).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ﴾. قال: ليس أحدٌ مِن خَلْقِ اللهِ يَدفعُ الموتَ، ولا يُنْكِرُه، ولكن لا يَدْرى يموتُ مِن ذلك المرضِ أو مِن غيرِه، فالظنُّ كما هاهنا هذا.

وقولُه: ﴿وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ﴾. اختلَف أهلُ التأويلِ في تأويلِ ذلك؛ فقال بعضُهم: معنى ذلك: والتَفَّتِ شِدَّةُ أمر الدنيا بشدَّةِ أمرِ الآخرةِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا أبو هشامٍ الرفاعيُّ، قال: ثنا معاذُ بنُ هشامٍ، قال: ثني أبي، عن عمرِو بن مالكٍ، عن أبى الجوزاءِ، عن ابن عباسٍ: ﴿وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ﴾. قال: الدنيا بالآخرةِ شِدَّةٌ] (٣) (٤).


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٩٥ إلى المصنف.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٩٥ إلى المصنف وعبد بن حميد.
(٣) سقط من: الأصل.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره - كما في تفسير ابن كثير ٨/ ٣٠٧ - من طريق عمرو بن مالك به.