للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حدَّثني يونسُ، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، [قال: أخبرني عمرٌو] (١)، عن درَّاجٍ، عن أبي الهيثمِ، عن أبي سعيدٍ، عن رسولِ اللَّهِ ، أنَّه قال: ﴿بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ﴾. قال: كعكَرِ الزيتِ، فإذا قرَّبه إليه سقَطتْ فَرُوةُ وجهِه فيه] (٢) (٣).

وقال آخرون: هو الشيءُ الذي قد انتهَى حرُّه.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا يعقوبُ القُمِّيُّ، عن جعفرٍ وهارونَ بن عنترةَ، عن سعيدِ بن جبيرٍ، قال: الْمُهلُ هو الذي قد انتهَى حرُّه (٤).

وهذه الأقوالُ وإن اختلَفت بها ألفاظُ قائلِيها، فمتقارباتُ المعنَى، وذلك أن كلَّ ما أُذيب من رَصَاصٍ أو ذهبٍ أو فِضةٍ فقد انتهَى حرُّه، وأن ما أُوقِدت عليه من ذلك النارُ حتى صار كدُرْدِيِّ الزَّيتِ، فقد انتهَى أيضًا حرُّه.

وقد حُدِّثت عن معمرِ بن المثنى، أنه قال: سمِعتُ المُنتَجِعَ (٥) بنَ نبهانَ يقولُ واللَّهِ لَفلانٌ أبغضُ إليَّ من الطَّلْياءِ والمُهلِ. قال: فقُلنا له: وما هما؟ فقال: الجَرْباءُ (٦)، والمَلَّةُ (٧) التي تَنْحَدِرُ عن جوانبِ الخُبزةِ إِذا مُلَّت (٨) في النارِ مِنَ النارِ،


(١) سقط من ت ٢. والمثبت من باقى النسخ، كما في الموضع السابق في ص ٢٤٧.
(٢) سقط من: ص، م، ت ١، ف.
(٣) ابن حبان (٧٤٧٣) ١٦/ ٥١٤، والمستدرك ٢/ ٥٠١، ٤/ ٦٠٤، والبيهقي في البعث (٦٠٤) ص ٢٩٣، وصفة النار لابن أبي الدنيا (٧٦) ص ٦١، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٢٠، ٢٢١ إلى ابن مردويه وابن أبي حاتم.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٢١ إلى عبد بن حميد، وينظر التبيان ٧/ ٣٣.
(٥) في ص: "المنتهجع"، وفى ت ١، ف: "المتهجع". وهو المنتجع بن نبهان. ينظر إنباه الرواة ٣/ ٣٢٣.
(٦) يعنى بالجرباء: الناقة المطلية بالقطران. ينظر لسان العرب (ط ل ى).
(٧) الملة: التراب الحار والرماد أو الجمر يخبز أو يطبخ عليه. الوسيط (م ل ل).
(٨) في ت ٢: حلت ومُلت: قُلبت. الوسيط (م ل ل).