قال أبو جعفرٍ: قد ذكَرنا اختلافَ أهلِ التأويلِ في تأويلِ قولِه: ﴿الر﴾، والصوابَ مِن القولِ فى ذلك عندَنا بشواهدِه، بما أغنَى عن إعادتِه في هذا الموضعِ (١).
وقولُه: ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ﴾: يعنى: هذا الكتابُ الذي أنزَله اللهُ على نبيِّه محمدٍ ﷺ، وهو القرآنُ.
ورُفِع قولُه: ﴿كِتَابٌ﴾ بنيَّةِ: هذا كتابٌ. فأما على قولِ مَن زَعَم أن قولَه: ﴿الر﴾ مرادٌ به سائرُ حروفِ المعجمِ التي نَزَل بها القرآنُ، وجُعِلت هذه الحروفُ دلالةً على جميعِها، وأن معنى الكلامِ هذه الحروفُ كتابٌ أُحكِمت آياتُه. فإن الكتابَ على قولِه، ينبغي أن يكون مرفوعًا بقوله: ﴿الر﴾.
وأما قولُه: ﴿أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ﴾، فإن أهلَ التأويلِ اختلَفوا في تأويلِه؛ فقال بعضُهم: تأويلُه: أُحكِمت آياتُه بالأمرِ والنهيِ، ثم فُصِّلت بالثواب والعقابِ.