للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليكم، وإطْعامِيكموها منكم رسالتي إليه، ويُنْكِرْ نبوةَ نبيِّى عيسى ، ويُخالف طاعتى فيما أمَرْتُه ونهَيْتَه ﴿فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا﴾ مِن عَالَمى زمانِه. ففعَل القومُ، فجحَدوا وكفَروا بعدَ ما أُنْزلَت عليهم فيما ذُكِر لنا، فعُذِّبوا فيما بلَغَنا بأن مُسِخوا قردةً وخَنازير.

كالذي حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ﴾ الآية: ذُكِر لنا أنهم حُوِّلوا خَنازير (١).

حدَّثنا ابن بشار، قال: ثنا عبدُ الوَهَّابِ ومحمدُ بنُ أبي عَدِيٍّ، ومحمدُ بنُ جعفرٍ، عن عوفٍ، عن أبي المغيرةِ القَوَّاسِ، عن عبدِ اللَّهِ بن عمرٍو، قال: إن أشدَّ الناسِ عذابًا ثلاثةٌ؛ المنافقون، ومَن كفر مِن أصحاب المائدة، وآل فرعونَ (٢).

حدَّثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا المعتمرُ بنُ سليمانَ، عن عوفٍ، قال: سمِعْتُ أبا المغيرةِ القَوَّاسَ يقولُ: قال عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو: إن أشدَّ الناسِ عذابًا يومَ القيامةِ مَن كفر مِن أصحابِ المائدةِ، والمنافقون، وآل فرعونَ (٢).

حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ مُفَضَّلٍ، قال: ثنا أسْباطُ، عن السدِّيِّ قولَه: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ﴾: بعدَ ما جاءَته المائدةُ، ﴿فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ﴾. يقولُ: أُعَذِّبُه بعذابٍ لا أُعَذِّبُه أحدًا مِن العالَمين غيرَ أهلِ المائدةِ (٣).

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٣٤٩ إلى عبد بن حميد والمصنف وابن أبي حاتم.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٣٤٩ إلى المصنف وعبد بن حميد وأبي الشيخ.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٢٥٢ (٧٠٤٧) مِن طريق أحمد بن المفضل به.