للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبيه، عن ابن عباسٍ: ﴿قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ﴾: يقولُ: وأنا من الجاهلين (١).

وقولُه: ﴿فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ﴾ الآية. يقولُ تعالى ذكرُه مخبرًا عن قيلِ موسى لفرعونَ: ﴿فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ﴾ معشرَ الملأ من قومِ فرعونَ ﴿لَمَّا خِفْتُكُمْ﴾ أن تقتُلوني بقتلىَ القتيلَ منكم، ﴿فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا﴾. يقولُ: فوهَب لى ربي نبوَّةً، وهى الحكمُ.

كما حدَّثنا موسى بنُ هارونَ، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا﴾. والحكم النبوَّة (٢).

وقوله: ﴿وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾. يقولُ: وألحقنى بِعدادِ مَن أرسَله إلى خلقِه، مبلِّغًا عنه رسالتَه إليهم، بإرسالِه إيايَ إليك يا فرعونُ.

القولُ في تأويلِ قولهِ تعالى: ﴿وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (٢٢) قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (٢٣) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٢٤)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه مخبرًا عن قيل نبيِّه موسى الفرعونَ: ﴿وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ﴾.

يعنى بقولِه: ﴿وَتِلْكَ﴾: تربيةَ فرعونَ إياه. يقولُ: وتربيتُك إياىَ، وتركُك استعبادي كما استعبدْتَ بني إسرائيلَ - نعمةٌ منك تمُنُّها عليَّ بحقٍّ.

وفى الكلامِ محذوفٌ استُغْنِى بدلالةِ ما ذُكر عليه عنه، وهو: وتلك نعمةٌ تمنُّها عليَّ أن عبَّدْتَ بنى إسرائيلَ وترَكتنى فلم تستعبِدْنى. فتَرك ذِكرَ: وتركتني؛ لدلالةِ


(١) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٧٥٥ معلقًا.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٧٥٥ من طريق عمرو به.