للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بانقضائِها.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾: حينَ تنقضى تلك الأيامُ، أيامُ الحجِّ، إلى البيتِ العتيقِ.

وأولى هذه الأقوالِ عندى بالصوابِ قولُ من قال: معنَى ذلك: ثم محلُّ الشعائرِ التى لكم فيها منافعٌ إلى أجلٍ مسمًّى إلى البيتِ العتيقِ. فما كان من ذلك هَديًا أو بُدنًا، فبموافاتِه الحرمَ في الحرمِ، وما كان من نسكٍ، فبالطوافِ (١) بالبيتِ.

وقد بيَّنا الصوابَ من القولِ عندَنا في معنى "الشعائرِ".

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (٣٤)﴾.

يعني تعالى ذكرُه بقولِه: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ﴾: ولكلِّ جماعةٍ سَلَفٍ فيكم من أهلِ الإيمانِ باللهِ أيُّها الناسُ جعَلنا ذبحًا يُهَرِيقون دمَه، ﴿لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ بذلك؛ لأن من البهائمِ ما ليس من الأنعامِ، كالخيلِ والبغالِ والحميرِ.

وقيل: إنما قيل للبهائمِ: بهائمُ؛ لأنها لا تتكلَّمُ.

وبنحوِ الذي قلنا في تأويلِ قولِه: ﴿جَعَلْنَا مَنْسَكًا﴾ قال أهلُ التأويلِ.


(١) فى م، ف: "فالطواف".