للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علمٌ. فدمَّرهم الله أجمعين (١).

وقوله: ﴿قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ﴾. يقول تعالى ذكره: قال هؤلاء التسعةُ الرهط الذين يُفْسِدون في أرضِ حِجْرِ ثمود ولا يُصلحون: ﴿تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ﴾: تحالفوا بالله: أيُّها القوم، ليحلف بعضُكم لبعضٍ: لنُبيِّتَنَّ (٢) صالحًا وأهله فلنقتُلَنَّه، ثم لنقولَنَّ لوليِّه (٣): ما شهدْنا مَهْلِكَ أَهلِه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ﴾. قال: تحالفوا على إهلاكه فلم يصلوا إليه، حتى هلكوا وقومُهم أجمعون (٤).

حدَّثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جُريجٍ، عن مجاهدٍ بنحوه.

ويتوجه قوله: ﴿تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ﴾. إلى وجهين؛ أحدهما، النصب على وجه الخبر، كأنه قيل: قالوا مُتقاسمين. وقد ذكر أن ذلك في قراءة عبد الله: (ولا


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٠٠، ٢٩٠٢ عن محمد بن سعد به.
(٢) في ت ٢: "ليبيتن".
(٣) في ت:٢ "لولى دمه".
(٤) تفسير مجاهد ص ٥٢٠ من طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره، ٩/ ٢٩٠١، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١١٢ إلى الفريابى وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.