للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: سمِعْتُ حِبِّى رسولَ اللهِ أبا القاسمِ قال: "مَن أخَذ بعيرًا بغيرِ حقِّه، جاء به يومَ القيامةِ له رُغاءٌ، ومَن أخَذ بقرةً بغيرِ حقِّها، جاء بها يومَ القيامةِ لها خُوارٌ، ومَن أخَذ شاةً بغير حقِّها، جاء بها يومَ القيامةِ على عنقِه لها يُعارٌ (١) ". فإياك والبقرَ، فإنها أحَدُّ قرونًا وأشدُّ أظْلافًا.

[حدَّثنا أبو كُريبٍ، قال: ثنا خالدُ بنُ مَخْلَدٍ، قال: ثني [محمدٌ، عن] (٢) عبدِ الرحمنِ بن الحارثِ، عن جدِّه عبيدِ بن أبي عبيدٍ، قال: اسْتُعْمِلْتُ على صدقةِ دَوْسٍ، فلمَّا قضَيْتُ العملَ قدِمْتُ، فجاءنى أبو هريرةَ فسلَّم عليَّ، فقال: أخْبِرْني كيف أنت والإبلَ. ثم ذكَر نحوَ حديثِه عن زيدٍ، إلا أنه قال: "جاء به يومَ القيامةِ على عنقِه له رُغاءٌ" (٣)] (٤).

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أَخْبَرَنا عبدُ الرزاقِ، قال: أَخْبَرَنا معمرٌ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾. قال قتادةُ: كان النبيُّ إذا غنِم مَغْنمًا بَعث مناديًا: "ألَا لا يَغُلَّنَّ رجلٌ مِخْيَطًا" (٥) فما دونَه، ألا لا يَغُلَّنَّ رجلٌ بعيرًا، فيَأْتِىَ به على ظهرِه يومَ القيامةِ له رُغاءٌ، ألا لا يَغُلَّنَّ رجلٌ فرسًا، فيأْتِىَ به يومَ القيامةِ على ظهرِه له حَمْحَمةٌ" (٦).

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (١٦١)﴾.


(١) في م: "ثغاء".
(٢) سقط من: الأصل، وفى ص، ت ١: "محمد بن".
(٣) عزاه في كنز العمال ٤/ ٣٨٦ (١١٠٤٣) إلى المصنف.
(٤) سقط من: ت ٢، س.
(٥) المِخْيَط: الإبرة. النهاية ٢/ ٩٢.
(٦) تفسير عبد الرزاق ١/ ١٣٧. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٩٢ إلى ابن المنذر، وفيه: "فما فوقه" بدلًا من: "فما دونه".