للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعمرُ يومًا الصدقةَ، فقال: ألم تَسْمَعْ رسولَ اللهِ حينَ ذكَر غُلُولَ الصدقةِ: "مَن غَلَّ منها بعيرًا أو شاةً، فإنه يَحْمِلُه يومَ القيامةِ؟ " قال عبدُ اللهِ بنُ أُنَيْسٍ: بلى (١).

حدَّثنا سعيدُ بنُ يحيى الأُمَويُّ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا يحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، عن نافعٍ، عن ابن عمرَ، أن رسولَ اللهِ بَعَث سعدَ بنَ عُبادةَ مُصَدِّقًا، فقال: "إياك يا سعدُ أن تَجيءَ يومَ القيامةِ ببعيرٍ تَحْمِلُه له رُغاءٌ". قال: لا آخُذُه ولا أَجِيءُ به، فأعفاه (٢).

حدَّثني أحمدُ بنُ المغيرةِ الحمْصيُّ أبو حُميدٍ، قال: ثنا الربيعُ بنُ رَوْحٍ، قال: ثنا ابن عَيَّاشٍ، قال: ثني عُبيدُ اللهِ بن عمرَ بن حفصٍ، عن نافعٍ مولى ابن عمرَ، عن عبدِ اللهِ بن عمرَ، أن رسولَ اللهِ اسْتَعْمَل سعدَ بنَ عُبادةَ، فأتَى النبيَّ فسلَّم عليه، فقال له النبيُّ : "إياك يا سعدُ أن تَجِيءَ يومَ القيامةِ تَحْمِلُ على عنقِك بعيرًا له رُغاءٌ". فقال سعدٌ: فإن فعَلتُ يا رسولَ اللهِ، إن ذلك لكائنٌ؟ قال: "نعم". قال سعدٌ: قد علِمْتَ يا رسولَ اللهِ أنى أُسْأَلُ فَأُعْطِي، فأَعْفِني. فأعفاه (٣).

حدَّثنا أبو كُريبٍ، قال: ثنا زيدُ بنُ حبابٍ (٤) قال: ثنا عبدُ الرحمنِ بنُ الحارثِ، قال: ثنى جَدَى عُبيدُ بنُ أَبي عبيدٍ - وكان أولَ مولودٍ بالمدينةِ - قال: اسْتُعْمِلْتُ على صدقةِ دَوْسٍ، فجاءني أبو هريرةَ في اليومِ الذي خرَجْتُ فيه، فسلَّم، فخرَجْتُ إِليه، فسلَّمْتُ عليه، فقال: كيف أنت والبعيرَ؟ كيف أنت والبقرَ؟ كيف أنت والغنمَ؟ ثم


(١) أخرجه أحمد ٢٥/ ٤٦٣ (١٦٠٦٣)، وابن ماجة (١٨١٠)، وعبد الله بن أحمد في الزوائد على المسند ٢٥/ ٤٦٣ (١٦٠٦٣) من طريق ابن وهب به.
(٢) أخرجه البزار (٨٩٨ - كشف)، وابن حبان (٣٢٧٠)، والحاكم، ١/ ٣٩٩، وابن عساكر في تاريخه ٢٠/ ٢٥٩ من طريق سعيد بن يحيى به.
(٣) أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٢٠/ ٢٥٩ من طريق ابن عياش، عن يحيى بن سعيد الأنصارى عن نافع به.
(٤) في م، س: "حبان"، وفى ت ١: "خباب". وينظر تهذيب الكمال ١٠/ ٤٠.