للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كُسَالَى﴾ [النساء: ١٤٢]. الآية. قال: هؤلاء المنافقون، اتَّمنَهم (١) اللهُ ورسولُه على دينِه فخانوا، أَظْهروا الإيمانَ وأسرُّوا الكفرَ (٢).

فتأويلُ الكلامِ إذن: يا أيُّها الذين آمَنوا لا تَنْقُصوا اللهَ حقوقَه عليكم من فرائضِه، ولا رسولَه من واجبِ طاعتِه عليكم، ولكن أطِيعوهما فيما أمراكم به ونهياكم عنه، لا تَنْقُصوهما، ﴿وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ﴾: وتَنْقُصوا أديانَكم وواجبَ أعمالِكم ولازمَها لكم، ﴿وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ أنها لازمةٌ عليكم (٣)، واجبةٌ بالحججِ التي قد ثبَتَتْ للهِ عليكم.

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (٢٨)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه للمؤمنين: واعْلَموا أيُّها المؤمنون أنما أموالُكم (٤) التي خوَّلكموها اللهُ، وأولادُكم التى وهَبها اللهُ لكم، اختبارٌ وبلاءٌ أعطاكموها؛ ليختبِرَكم بها ويبتليَكم لينظُرَ كيف أنتم عاملون من أداءِ حقِّ اللهِ عليكم فيها، والانتهاءِ إلى أمرِه ونهيهِ فيها، ﴿وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾. يقولُ: واعْلَموا أن اللهَ عندَه خيرٌ وثوابٌ عظيمٌ، على طاعتِكم إيَّاه فيما أمرَكم ونهاكم في أموالِكم وأولادِكم، التي اختبركم بها في الدنيا، وأطيعوا اللهَ فيما، كلَّفكم فيها تنالوا به الجزيلَ من ثوابِه فى مَعادِكم.

حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا عبدُ العزيزِ، قال: ثنا المسعودىُّ، عن القاسمِ، عن


(١) في م: "أمنهم".
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦٨٥ من طريق أصبغ، عن ابن زيد إلى قوله: يظهرون الإيمان.
(٣) بعده فى م: "و".
(٤) بعده فى ص، ت ١، ت ٢: "لا".